عودة الروح إلى البحيرات.. «المنزلة» تحصد ثمار التطوير
ظلت البحيرات المصرية مهملة لسنوات طويلة فتعرضت لمافيا الصيد الجائر ولوثوها واقتطع المخالفون مساحات كبيرة منها لإقامة مزارع سمكية تدر عليهم الملايين من الجنيهات وتحرم صغار الصيادين من رزقهم، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليعيد البحيرات إلى سابق عهدها مصدراً للثروة السمكية وبابا للرزق لآلاف الصيادين وأسرهم فأمر بتكثيف عمليات التطهير والتعميق ومنع المخالفين وإزالة التعديات وحماية
الصيادين الصغار بزيادة مساحات الصيد الحر، كما وجه بزيادة كميات الزريعة السمكية ومنع صيدها وأمر بفتح البواغيز لتتدفق مياه البحر المتوسط إلى مياه البحيرات، فتتنوع الأسماك وتزداد الثروة السمكية وغير ذلك من خطوات اعتبرها الصيادون طوق النجاة لمهنتهم واعتبرها الخبراء والمسئولون السيناريو الأفضل لعودة البحيرات إلى مجدها واسترداد مكانتها الاقتصادية التي تستحقها بجدارة.
وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن يعيد بحيرة المنزلة إلى ما كانت عليه فأوفى بالوعد وفى وقت قياسي.. لمسات أخيرة تجرى حاليا على أعمال التطهير والتكريك والصيانة، وكما عادت مراكب الصيد الصغيرة تجوب الآفاق بحرية وأمان مطمئنة تحت حماية شرطة المسطحات المائية، الصيد التقليدى عاد مجددا ينشر أشرعة قواربه فى كل مكان وتضاعف الرزق الوفير ودخلت البحيرة أسماك جديدة من البحر المتوسط بعد أن غيبها التلوث ودمرتها المياه الراكدة، وزادت مساحة البحيرة بنحو 75 ألف فدان لتصبح 250 ألف فدان بدلا من 175 ألفاً بعد إزالة التعديات واستعادة المساحات التى استولى عليها قراصنة البحر فى غفلة من الزمن فى فترات سابقة.
يصف فتحى عباس «صياد من المطرية» ما حدث بأنه حلم جميل لم يتحقق منذ نصف قرن ويحسب للرئيس عبد الفتاح السيسى أنه حققه بإرادة وطنية خالصة، وناشد الحكومة بأن تهتم إلى جانب تطوير البحيرة بتطوير حرفة الصيد ودعم الصيادين وتسهيل أعمالهم وتحديد الحرف والآلات المتصلة بالصيد لأن الحكومة أنفقت كثيرا على البحيرة والاهتمام بالصياد سينعكس إيجابا على البحيرة والناتج القومي.
ويضيف سعد عبد الرحمن «صياد»: نبدأ رحلة الصيد غالبا من منتصف الليل ثم نعود صباحا بالخيرات بعد أن انتهت السنوات العجاف وفتحت أبواب الأمل، أصبحنا نشعر بالأمان بعد أن تخلصنا من كوابيس عصابات البحر والمسلحين وعادت مياه البحيرة متجددة تتدفق بقوة.
ويرى صلاح حسين «صياد» أن التطوير سينقل بحيرة المنزلة نقلة كبيرة، مطالبا بتوفير شفاطات لتطهير أرضية البحيرة، وتقنين محركات المياه التى تعمل بالديزل لغرض الصيد مع تحديد قوة الأحصنة بحيث نستغنى عن الشراع ويعرف الصياد حقوقه والتزاماته.
«الجميع يصطاد»
يؤكد عبد الكريم الرفاعى رئيس جمعية الصيادين بالمطرية وعضو الاتحاد التعاونى السمكي، أن مجتمع الصيادين سعيد بما حدث من تطوير لبحيرة المنزلة وهو يصب فى خدمة الوطن والمواطن وبدأت نتائجه تظهر للعيان سواء من كثرة الأسماك أو مضاعفة النشاط ودخول أنواع جديدة. ويضيف الرفاعي: الجميع يصطاد والأجهزة الأمنية تقوم بواجبها والصيادون يتمنون إعادة التأمين عليهم بمعاشات لائقة حيث توقف التأمين فى القوانين الجديدة ويتم معاملتهم كعمالة غير منتظمة وقد أفنوا حياتهم فى مهنة الصيد وهم بحاجة إلى رعاية اجتماعية، مشيرا إلى جهود تبذلها وزارتا التضامن الاجتماعى والقوى العاملة وصندوق تحيا مصر لدعم الصيادين وإقرار معاشات مناسبة لهم، متمنيا خفض سن المعاش من 65 سنة إلى 60 سنة أو 55 سنة لأن أغلب الصيادين يعانون الأمراض والفشل الكلوى والكبدى نتيجة التلوث الحاصل فى البحيرة ويحتاجون معاشهم فى سن مبكرة.
«إنجاز وإعجاز»
ويعتبر طه الشريدى رئيس نقابة الصيادين السابق بالمطرية، أن تطهير وتطوير بحيرة المنزلة، قرار يحمل الخير لصياديها وإنجاز يشبه الإعجاز، فعلى مدار عشرات السنين كان التطهير حلما يراود أهلنا الصيادين ونادوا به كثيرا ولم يجدوا آذانا صاغية من المسئولين السابقين إلى أن جاء قرار الرئيس السيسى ليصبح الحلم حقيقة ويؤدى المشروع إلى زيادة العمالة بها وزيادة المخزون السمكى ودخول أسماك جديدة إلى البحيرة، ويؤكد الشريدى أن مساحة الصيد الحر أصبحت كبيرة وتستوعب عددا أكبر من الصيادين البسطاء، لكنه يطالب بفتح باب التراخيص المغلق منذ سنوات طويلة للمراكب الشراعية وأيضا تراخيص المحركات الصغيرة المسموح بها، وذلك حتى يعمل الصياد فى أمان ولا يقع تحت طائلة القانون، كما يطالب بالتصدى للصيد المخالف والجائر باستخدام الكهرباء والذى يقتل الزريعة ويقضى على التكاثر.
«تغيير بيئى نوعي»
ويشير مجدى زاهر المدير العام التنفيذى لبحيرة المنزلة إلى النقلة غير المسبوقة التى شهدتها البحيرة وقال: الهيئة الهندسية تستكمل حاليا أعمال التطهير والتكريك والصيانة، كما تم فتح البواغيز وشق القنوات، حيث حصل تغيير بيئى نوعى والمياه بدأت تدخل بسرعة إلى البحيرة وهذا جعل أسماكا جديدة تدخل من بواغيز البغدادى وأشتون الجميل 1 و2 مثل الجمبرى والكابوريا والدنيس والدوبارة ولم يكن موجوداً من قبل سوى البلطى والقراميط، كما تصب فتحات المياه العذبة إلى البحيرة من فارسكور والعنانية والسرو وحدوس وتنمو فيها النباتات المائية.
ويضيف زاهر: زادت مساحة بحيرة المنزلة من 175 ألف فدان إلى 250 ألف فدان فى محافظات دمياط وبورسعيد والدقهلية وتستحوذ الدقهلية على النصيب الأكبر من المساحة بعد أن تم إضافة 75 ألف فدان أخيرا إلى مسطح البحيرة، وتمت إزالة التعديات من جزيرة العزبى ومنطقة الصالحى بحضور محافظ الدقهلية ومدير الأمن وتم تعويض الأهالى وإنشاء حزام آمن وطريق دائرى للبحيرة يمنع أى تعديات مستقبلا بعرض 8 أمتار وطول 80 كم من بورسعيد إلى دمياط، رابطا محور 30 يونيو إلى دمياط وتم إنجاز 60% منه حتى الآن، كما يتم إنشاء محطة معالجة ثلاثية كبيرة طاقتها 5 ملايين متر مكعب يوميا فى شرق التفريعة وتقدر تكلفتها بحوالى 2٫3 مليار جنيه وستحول مسار الصرف الصحى من بحر البقر ويختفى التلوث تماما وتستخدم المياه المعالجة للزراعة فى سيناء وستكون المحطة جاهزة فى 30 يونيو القادم.
«إزالة التعديات»
ويؤكد الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية أنه فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتطهير بحيرة المنزلة واستعادتها للصياد البسيط وإزالة كافة انواع التعديات عليها وإعادة تطويرها من خلال أعمال التكريك وتعميقها، نفذت حملات لتطبيق القانون وحماية أملاك الدولة وتنفيذ مشروع تنمية وتطوير البحيرة.