بحيرة ناصر من أكبر البحيرات الصناعية في العالم وتكونت نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي بعد إنشائه في الفترة من عام 1958 إلي 1970 بطول 500 كيلو منها 350 كيلو بالأرض المصرية، والباقي بالأراضي السودانية وبمتوسط عرض 12 كم ويصل عمقها إلى 180 مترا بسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب، لتصبح بذلك ثاني أكبر البحيرات من حيث المساحة، وتتميز البحيرة بملائمة ظروفها البيئية لتربية العديد من أصناف الأسماك، بالإضافة إلى وفرة القاعدة الغذائية الطبيعية.
وتعد بحيرة ناصر موطنًا للأسماك ومن أشهر الأسماك في البحيرة البلطي النيلي، وكانت هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحقيق التنمية الشاملة ببحيرة ناصر وتعظيم العائد الاقتصادي المرجو منها فى مختلف القطاعات وخاصة القطاع السمكى حيث يعيش بها أكثر من 50 نوعًا من الأسماك تتبع 15 عائلة، أهمها أسماك البلطى النيلى البلطى الجاليلى والساموس (قشر البياض)، والبياض، والرابه، والشال، والليبس، وتم إنشاء 3 موانئ للصيد فى غرب وجرف حسين وأبوسمبل، تستقبل لنشات الصيد لتوريد المنتج إلى التجار، كما تم إنشاء 7 مفرخات سمكية فى مناطق صحارى وجرف حسين وتوشكى وأبوسمبل.
ولزيادة الإنتاج السمكى كلف الرئيس اللواء حمدى بدين رئيس الشركة الوطنية للثروة السمكية لإدارة أسلوب العمل بالتنسيق والمتابعة مع اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان والجهات المختصة وذلك تحت إشراف المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية من خلال قيام الجميع بالعمل فى منظومة وآلية واحدة وإزالة أى عوائق أو تقصير وبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأهداف المرجوة والصالح العام.
ومن جانبه أكد اللواء مجدى حجازى محافظ أسوان على أن روح الولاء والإنتماء التى يتحلى به الصيادين فى بحيرة ناصر تأتى لتأكدهم من أن خطة التنمية الشاملة للبحيرة ساهمت فى زيادة الإنتاج السمكى إلى 17 ألف طن بنسبة زيادة 53 % ومما أدى الى إنخفاض أسعار الأسماك فى الأسواق المحلية .
جاء ذلك خلال إنعقاد الإجتماع الدورى للجنة الإشرافية العليا لتنمية بحيرة ناصر برئاسة محافظ أسوان الاثنين الماضى وبحضور عضو مجلس النواب صلاح عفيفى بجانب مسئولى وممثلى الهيئات التنفيذية و الجهات الأمنية بالإضافة إلى رؤساء جمعيات الصيد ومشايخ الصيادين .
ولفت المحافظ إلى غلق البحيرة للعام السمكى الحالى أمام كافة أنشطة وأعمال الصيد فى الفترة من 15 إبريل إلى 15 يونيو وذلك نظرًا لحلول شهر رمضان فى منتصف مايو القادم .
وطالب مجدى حجازى من رؤساء الجمعيات ومشايخ الصيادين بتقديم مقترحاتهم بجانب مقترحات الجهات الأمنية والتنفيذية لوضع خطة تأمين كاملة لبحيرة ناصر طوال العام وليس فقط فى فترة غلق البحيرة ، مشيرًا إلى أنه سيتم تخصيص خط ساخن فى غرفة عمليات المحافظة لتلقى كافة البلاغات عن أعمال الصيد الجائر والتهريب ولا سيما فى فترة الغلق لسرعة إتخاذ الأجهزة المعنية الإجراءات اللازمة لمنع والحد من التهريب وخاصة أنه أصبح يوجد 15 وحدة نهرية جاهزة لعملية التأمين بعد رفع كفاءتها .
وفى سبتمبر الماضى تم إطلاق الدفعة الأولى من زريعة أسماك البلطى فى بحيرة ناصر بكميات تتراوح ما بين 5 إلى 7 ملايين وحدة من الزريعة، وذلك فى إطار تنفيذ خطة تنمية بحيرة ناصر حيث أن كميات الذريعة يتم توزيعها على جمعيات الصيد الأربع العاملة فى بحيرة ناصر، بجانب شركة مصر أسوان لصيد الأسماك وفقا لخطة تنمية الأماكن الفقيرة من الأسماك بالبحيرة.
وقال المهندس جمال عبد الحكيم مدير عام منطقة أسوان للثروة السمكية إن عملية إطلاق الزريعة تتم بعد طلوع الشمس مباشرة للحفاظ على حيوية الزريعة وذلك تحت إشراف لجنة فنية متخصصة فى إجراءات عملية الإطلاق وبحضور مسئولى جمعيات الصيد ونقيب الصيادين فى بحيرة ناصر.
وأوضح جمال عبد الحكيم أن إطلاق الزريعة فى الأماكن الفقيرة ببحيرة ناصر يهدف إلى تنمية الثروة السمكية، وخاصة أن هناك توجيهات من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، بزيادة الثروة السمكية فى بحيرة ناصر، لتوفير البروتين الحيوانى للمواطن المصرى، حيث أنه سيتم إطلاق الكميات فى بحيرة ناصر لزيادة الإنتاج ، ويتم وضع خطة ودراسة لإنتاج نحو 40 ألف طن خلال عام 2020.