مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

استفاد منهما 4000 مزارع..سفارة سويسرا تختتم مشروعين اقتصاديين بأسوان

منذ 4 سنوات


اختتمت السفارة السويسرية في القاهرة مشروعي «التحول المستدام لمنظومة السوق بقطاع الاستزراع السمكي المصري» و«تشغيل الشباب في محافظة أسوان».


واستهدف المشروعان تحسين الغذاء والآمن الغذائي وكذلك الفرص الاقتصادية لمحدودي الدخل من المصريين من خلال التكثيف المستدام لنشاط الاستزراع السمكي، وكذلك خلق فرص عمل جديدة للشباب بناءا على إدارة أفضل لموارد مصايد الأسماك على التوالي. وخلال الحفل الختامي، تم عرض النتائج والفرص المستقبلية التي اتاحها المشروعان في قطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك أمام المستفيدين والشركاء المحليين. 


وكان الحفل بحضور وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ونائب وزير الزراعة، دكتورة منى محرز ونائب السفير السويسري في مصر، أدريان هاوري؛ حيث اتفق الحضور في الحفل الختامي للمشروعين على أنه رغم زيادة انتاج الأسماك في مصر، هناك حاجة للاستمرار في زيادة الإنتاج على مدار السنوات القادمة لسد حاجة السوق من الأسماك، بحسب بيان صادر عن السفارة.


وقال أدريان هاوري، نائب السفير السويسري في القاهرة: «يعد مشروعي التحول المستدام لمنظومة السوق بقطاع الاستزراع السمكي المصري ومشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان حجر الزاوية لتنمية قطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك في مصر. هناك طلب متنامي في البلاد على الطعام من البروتين الحيواني المغذي، كما أن إضافة القيمة على أنواع الأسماك ذات القيمة السوقية الأقل يمكنه فتح فرص عمل جديدة للشباب والسيدات من رواد الأعمال. لذا، يعتبر المشروعان نموذجا ايجابيا لتوفير الأمن الغذائي وزيادة الدخل».


وتلقى ما يقرب من 4000 مزارع أسماك التدريب على أفضل ممارسات الإدارة السليمة تحت قيادة المركز الدولي للأسماك مما أفضى عن زيادة في ربحية مزارع الأسماك بنسبة 13%، وخفض استخدام العلف بنسبة 20%، وأخيرا خفض استهلاك المياه بنسبة 10%. وترجع زيادة الربحية إلى تقليل تكلفة الإنتاج بالمزارع من خلال الاستخدام الأكثر فعالية للعلف أكثر من زيادة الإنتاج، مما يسهم في تقليل الآثر البيئي مثل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتصريف المغذيات. تم تقديم تقنيات جديدة في قطاع الاستزراع السمكي لمضاعفة الإنتاج واستخدام أفضل للموارد المائية والعلف.


كما قدم المركز الدولي للأسماك تقنية الاستزراع المكثف لأول مرة في الشرق الأوسط وافريقيا بالتعاون مع جمعية فول الصويا الأمريكية والمشروع السويسري التحول المستدام لمنظومة السوق بقطاع الاستزراع السمكي المصري المعروف اختصارا ب"ستريمز". تم اختبار نظام الاستزراع المناخي الذكي والترويج له بين مقدمي الخدمات الإرشادية الزراعية ومستثمري الاستزراع السمكي. 


واستفادت أكثر من 1000 سيدة من بائعات الأسماك من مشروع ستريمز في محافظتي الفيوم وكفر الشيخ. تلعب السيدات بائعات الأسماك دورا هاما في تقديم منتجات الأسماك لمحدودي الدخل في المناطق الريفية. تم تقديم العديد من الأدوات لمساعدة السيدات مثل حافظة الطعام (آيس بوكس)، وتريسكلات، وموازين، وأدوات تنظيف بالإضافة إلى التدريبات على الطهي وتداول الأسماك، وإدارة المشروعات، والدعوة وكسب التأييد ضمن تدريبات أخرى. كما نتجت مجموعات الادخار التي نظمها المشروع للسيدات عن توفير رأس المال اللازم لهن. حيث أقرضت المجموعات السيدات بإجمالي قيمة قروض: 1600610 جنيه مصري في الفيوم، و1172220 جنيه في كفر الشيخ خلال 2017- 2019. 


وضمن جهود تحسين قنوات التواصل بين سلسلة العرض والطلب للأسماك، أطلق موقع "أسماك.نت"، وهو منصة إلكترونية (www.asmaknet.com) تهدف إلى تحسين تسويق الأسماك وتقديم الخدمات الارشادية للوصول لكافة مزارعي الأسماك في أنحاء الجمهورية بالتنسيق مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية. 


ومع الحفل الختامي المجتمعي لمشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان الذي انعقد في مدينة أسوان بداية الأسبوع الحالي، عبر المستفيدون عن امتنانهم للمشروع الذي علمهم الكثير من المهارات التي لم يكونوا يعرفونها من قبل والتي ساعدت على تحسين أعمالهم ومعيشتهم. واستفاد من مشروع أسوان 1976 شخصا من صيادين ومزارعي أسماك وسيدات بائعات أسماك وشباب رواد الأعمال. ساهم المشروع في خلق فرص عمل جديدة للشباب والسيدات من خلال تنمية الاستزراع السمكي في المحافظة وتحسين ممارسات تداول الأسماك وتصنيعها، وكذلك تطوير سبل إدارة مصايد الأسماك في بحيرة ناصر. 


وبحسب بيان السفارة، فإن الإدارة السياسية المصرية مهتمة بسد الفجوة للطلب المتزايد على الغذاء من البروتين الحيواني. وقد شكلت لجنة حديثا برئاسة السيد وزير الزراعة لتنمية البحيرات خاصة بحيرة ناصر بعد اتفاق كافة أصحاب المصلحة على تنفيذ خطة إدارة مصايد الأسماك بالبحيرة وهي ثمار مجهود مضن قام به المركز الدولي للأسماك تحت مظلة مشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان. كما يتم دراسة إنشاء هيئة مستقلة للبحيرات تحت إشراف السيد رئيس الوزراء وهي خطوة من شأنها دفع قطاع مصايد الأسماك إلى الأمام. وقدم المشروع التدريبات للسيدات في أسوان على دباغة جلود الأسماك لأول مرة من أجل صناعة المنتجات الجلدية. 


ومن خلال هذين المشروعين، دخل الاستزراع السمكي كنشاط اقتصادي في المنيا وأسوان لزيادة المعروض من الأسماك لسكان صعيد مصر الذين يتحصلون على كميات قليلة من الأسماك، إذ يمكن استغلال 840 فدانا في وادي الصعايدة بأسوان غير صالحة للزراعة في نشاط الاستزراع السمكي. وساهم التدريب في بناء قدرات مزارعي الأسماك وأصحاب المفرخات المحليين وبالتالي زيادة ربحيتهم وتقليل تكلفة إنتاج الأسماك.


وبحضور الجهات المانحة، وممثلي الحكومة المصرية، والسلطات المحلية، ومستثمري القطاع الخاص، وصغار المزارعين، والسيدات بائعات الأسماك وغيرهم من أصحاب المصلحة، حرص المركز الدولي للأسماك ومكتب التعاون السويسري على مشاركة الدروس المستفادة من خبراتهم التي اكتسبوها على مدى السنوات في دفع قطاع الأسماك ومناقشة مستقبل تنمية الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك في مصر. 


وقال دكتور هاريسون كاريسا، المدير القطري للمركز الدولي للأسماك، مصر ونيجيريا: «أحد أهم الدروس المستفادة هي التوصل إلى حقيقة أن التغيير يمكن أن يأتي سريعا من خلال التركيز على تمكين الأفراد. إن ناصر عبدالعاطي من أسوان هو أبلغ دليل على نجاح الاستزراع السمكي في المناطق الجديدة وهو شاهد على ما يمكن أن يحققه التدريب والبحث. إن الدعم الذي قدمه مكتب التعاون السويسري لمصايد الأسماك والاستزراع السمكي خاصة في مجال التدريب على أفضل سبل الإدارة وكذلك دعم الأبحاث هو من أهم العوامل المساهمة في تنمية الاستزراع السمكي في هذا البلد. وهناك المزيد من الجهود الحثيثة التي يجب القيام بها لزيادة فعالية نشاط الاستزراع السمكي ودعم السياسات المصاحبة للنشاط إلا أننا قد قطعنا بالفعل شوطا كبيرا في هذا الصدد حتى الآن»


وكانت السفارة السويسرية قد دعمت قطاع الاستزراع السمكي في مصر منذ عام 2011 حين مول مكتب التعاون السويسري التابع للسفارة دراسة لسلسلة القيمة بهذا القطاع في سبتمير 2011، نتج عنها تحليل لأهم العوامل التي تعيق تقدم القطاع في مصر. وبناءا على هذه الدراسة، قدم مكتب التعاون السويسري التمويل اللازم لمشروع "تحسين الدخل وسبل العيش من خلال تنمية قطاع الاستزراع السمكي" (IEIDEAS) في الفترة من ديسمبر 2011 إلى نوفمبر 2014 بقيادة المركز الدولي للأسماك وشراكة هيئة كير الدولية في مصر وبالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية، بميزانية قدرت بحوالي 4 ملايين و300 ألف دولار. 


وبعد نجاح المرحلة الأولى من المشروع، دشن مكتب التعاون السويسري المرحلة الثانية من المشروع المعروفة باسم "ستريمز" بتمويل 2 مليون فرنك سويسري دامت لمدة ثلاث سنوات أخرى. وفي يوليو 2017، دعمت السفارة سلسلة القيمة لمصايد الأسماك من خلال مشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان لمدة 18 شهرا وحتى نهاية 2018 بميزانية مقدرة بــ 586 ألف دولار.