استخدام قش الأرز وبقايا الشاى فى تنقية مياه البحيرات والمزارع السمكية
فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال إحدى جلسات مؤتمر الشباب، طالب بضرورة الاستفادة من الأبحاث العلمية التى تجرى داخل أروقة الجامعات المصرية ومراكز البحوث التابعة لوزارة البحث العلمي، وأن يتم استثمارها، فلا تظل حبيسة الأدراج ،وقد اختارت الأهرام أن تبدأ فى نشر الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق بجامعة الإسكندرية ومراكزها البحثية، والتى من الممكن أن توفر للدولة ملايين الجنيهات وتعود عليها بعائدات اقتصادية، ومنها البحث الذى قدمه المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد التابع لوزارة البحث العلمى بالإسكندرية .
يقول الأستاذ الدكتور أحمد محمود عبد الحليم أستاذ الكيمياء البحرية وعميد المعهد فرع الإسكندرية: إننا حاولنا جاهدين مع طلبة المعهد أن تكون موضوعات رسائل الماجستير.
والدكتوراه مرتبطة باحتياجات السوق المصرية، وعندما ظهرت مشكلة «قش الأرز» وتلويثه للبيئة المصرية، قررنا كفريق بحث متخصص فى الكيمياء البحرية أن نحاول استثمار ذلك المخلف العضوى فى شيء مفيد، وبالفعل بدأنا نقوم بعدة تجارب معملية داخل المعهد استمرت عدة سنوات، ولكن كانت النتائج دائما إيجابية ومبهرة، وقد تم تطبيق استخدام قش الأرز والكربون النشيط لإزالة بعض أيونات المعادن الثقيلة مثل «أيونات الحديد والمنجنيز» من مياه المصارف الملوثة بالصرف الصناعي، وطبق البحث على مياه مصرف العموم بساحل الإسكندرية ومنطقة مصرف المكس بنجاح، وأعطت التطبيقات العلمية باستخدام معادلات كيميائية نتائج مثمرة، فقد أظهرت النتائج أن تطبيقات قش الأرز هى الأفضل مقارنة بالكربون النشيط المستخدم من قبل، من حيث التكلفة، فتوفر على الدولة ملايين الجنيهات بالإضافة إلى تميز قش الأرز بقدرته على الإمساك بالمعادن الثقيلة والتشبث،بها وتخليص المياه منها.
ويضيف دكتور عبد الحليم، استمرينا فى تطبيقات البحث وأصبح رسالة ماجستير للطالب أحمد محمد حسن وتحت إشرافي، وهو ما شجعنا على الاستمرار فى مثل تلك الأبحاث، وحاليا يوجد بحث مستمر داخل المعهد، عبارة عن رسالة دكتوراه لباحثة عن استخدام مخلفات الشاى «تفل الشاي» ونوى البلح، فى بحوث أخرى للتخلص من عناصر أخرى ضارة ومعالجة مياه الصرف، وذلك لتعظيم الاستفادة من المخلفات النباتية فى معالجة الأضرار البيئية الناتجة من النشاط البشرى بتكاليف زهيدة وطرق آمنة، ويضيف دكتور عبد الحليم، أن مصر تمتلك عددا كبيرا من البحيرات ولكنها للأسف ملوثة، باستثناء بحيرتى البردويل وناصر، ومن ثم فإن الدافع كان وطنيا بالأساس، وينتقل عبد الحليم بنا إلى حيز الاستخدام الفعلي، منوها إلى أن عملية التطبيق على مساحات كبيرة مثل البحيرات تحتاج إلى تضافر جميع الجهود ومشاركة من أبحاث الهندسة الميكانيكية، وتبقى مشكلة واحدة علينا أن نبحث فيها، وهى التخلص من هذه المخلفات التي
أصبحت متشبعة بالمعادن الثقيلة، وهى أيضا تحتاج إلى مراحل أخرى من الأبحاث فى مجالات أخرى مثل الهندسة الميكانيكية.ويلفت الدكتور عبد الحليم أيضا إلى أن البحث داخل المعهد يتم بتكاليف مادية بسيطة، ولكن لابد من بحث كيفية التواصل مع رجال الصناعة، لتطبيقه على أرض الواقع، ولكن للأسف فتلك الحلقة مفقودة تماما لأنه لا يوجد تواصل مع رجال الصناعة الذين يعملون فى واد بعيدا عنا ولا يتعاملون مع المراكز البحثية رغم قدراتنا على حل أغلب المشكلات التى تواجههم، ولكنهم يفضلون العمل فى معامل صغيرة داخل مصانعهم وشركاتهم على اللجوء لنا والاعتراف بوجود مشكلة بالفعل عندهم، ويرى أن عملية تسويق تلك الأبحاث تعد نقطة مهمة وضرورية ستتم خلال المرحلة المقبلة، للتغلب على عقبة خروج الأبحاث من حيز المراكز البحثية والجامعات إلى سوق العمل ومجال الصناعة..