هنا «نبروه».. قلعة صناعة الفسيخ في الشرق الأوسط
قبل ساعات من الاحتفال بشم النسيم، يقصد آلاف المواطنين من جميع محافظات مصر مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية لشراء كميات كبيرة من الفسيخ، حيث تعد قلعة صناعة الفسيخ في مصر والشرق الأوسط ويتوارث أبناؤها المهنة عن أجدادهم.
وتقع «نبروه» على بعد 7 كيلو مترات من مدينة المنصورة ويوجد بها أكثر من 70 مصنعا و80 محلًا لتصنيع وبيع الفسيخ.
يقول حمادة العش، تاجر فسيخ، لـ«المصري اليوم»، إن «فسيخ نبروه معروف على مستوى الجمهورية كلها وبييجى لنا ناس من كل مدن قرى مصر وفى ناس بتطلبه من خارج مصر خاصة المصريين في الدول العربية والنظافة في عملية التمليح والأمانة في اختيار السمكة النظيفة هي سر شهرتنا في بيع الفسيخ حيث نعتمد في تصنيع الفسيخ على السمك النظيف والطازج بالإضافة لاستخدام ملح شركة نظيف ويوضع الفسيخ في براميل خشب نظيفة وصالحة للتمليح والنتيجة بتكون فسيح نظيف وصحي».
وتعد عائلات «الغلبان، الملاح، الحداد، شعير والعش» من أشهر عائلات نبروه، الذين يتوارثون مهنة صناعة الفسيخ بين أبنائهم على مدار أكثر من 40 سنة، وتمتلك كل عائلة عدة محال يديرها أبناؤهم.
وقال هانى العش، صاحب محل فسيخ: «أهم شيء في صناعة الفسيخ هو شراء الفسيخ الجيد وتتعامل المصانع والمحلات مع مزارع معروفة ومخصوصة ومعروف عنها استخدام أعلاف جيدة وأشهر مزارع حاليا هي مزارع غليون التابعة للجيش لأنها الأفضل في إنتاج الأسماك وتنتج نوعيات نظيفة ومتغذية جيدا لأن الجيش يعتمد على أعلاف جيدة ويظهر ذلك في إنتاج الفسيخ لأن الفسيخة بتكون سمينة ونظيفة».
وأضاف: «الفسيخ يصنع من ثلاثة أنواع رئيسية من الأسماك هي البوري برأسه الكبير والسهيلي الذي يشبه البوري ولكن برأس أصغر والطوبارة وهو البورى ذو الرأس الرفيع. ولا يصلح معها السمك المجمد أو المنتفخ».
وعن عملية التصنيع، يقول «العش» إنه «تبدأ عملية التصنيع الفعلية بغسل السمك جيداً بالماء مع التأكد من تنظيف الخياشيم تماما من الطين ثم يرص السمك في براميل من الخشب لأنها الأفضل والأنظف في صناعة الفسيخ ويتم رص السمك بصورة صفوف أو أسطر ويوضع على كل سطر الملح الخشن وتزيد نسبة الملح في آخر سطرين عند ملء البرميل ويتم التخزين بتغطية البرميل بغطاء من البلاستيك ثم الورق ويربط بشدة لعدم تسرب أي هواء داخله ويبقي مغلقاً لمدة تتراوح ما بين 15 إلى ٢١ يوماً في الصيف و30 يومًا في الشتاء يكون بعدها صالحاً للأكل وتحرص جميع المصانع على وضع بطاقات ببيانات الإنتاج والصلاحية على البرميل وتصل فترة الصلاحية إلى ٦ شهور»، محذرًا من شراء الفسيخ الذي يتم تمليحه في صفائح قائلًا: «أسوأ أنواع الفسيخ الذي يتم تمليحه في صفايح، لأن بيكون عليه صدأ من الصفيحة وبيسبب التسمم».
وأكد «العش» أن نبروه تبيع الفسيخ طول العام «طول السنة بنبيع فسيخ ويأتي لنا المشترون من جميع أنحاء مصر لكن البيع ينشط ويزداد الطلب عليه في بعض المواسم مثل عيد الفطر ووقفة العيد الكبير ويومين قبل رمضان ولكن الموسم الأكبر هو شم النسيم حيث يخرج من مدينة نبروه ما لا يقل عن 500 طن من الفسيخ لكل أنحاء الجمهورية».
وأشار عبدالنبي العش تاجر فسيخ إلى أن أسعار الفسيخ ارتفعت هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الأسماك من قبل أصحاب المزارع، مشيرًا إلى أن الفسيخ يوجد بأسعار مختلفة تناسب كل المستويات حيث يتراوح سعره ما بين 60 وحتى 120 جنيهًا للكيلو حسب الحجم ونوع السمك «أبو120 جنيه ده الفسيخة الواحدة كيلو»، مضيفًا: «الإقبال الحمد لله كبير لأن المصريين لا يهتمون بالسعر بقدر ما بيهتموا أن يأكلوا حاجة نظيفة وفسيخ نبروه معروف وبيناسب كل المستويات».
وأكد «العش» أن سبب ارتفاع السعر هذا العام يرجع لانخفاض المعروض عن المطلوب في السوق «الفسيخ السنة دي أقل من كل سنة بسبب ارتفاع أسعار السمك، لكن الإقبال كبير كالعادة وده سبب ارتفاع السعر لكن كل الناس بتاكل فسيخ»، مشيرًا إلى أن «أسعار الفسيخ تبدأ من 60 جنيهًا للفسيخ الوسط وترتفع حتى 120 جنيهًا للجامبو، وسعر الرنجة 40 جنيهًا للكيلو والسردين 40 جنيهًا للكيلو».
ويؤكد أحمد السعيد محاسب أن معظم شباب نبروه يلجأ للعمل بمصانع ومحلات الفسيخ «مفيش حاجة اسمها بطالة في نبروه الكل بيشتغل ومعظم الشباب بيعمل في صناعة أو بيع الفسيخ خاصة في موسم ما قبل شم النسيم».
ويقول ممدوح المدبولى مدرس من محافظة المنوفية «أنا متعود كل سنة آجى نبروه مع ثلاثة من زملائي بالمدرسة لشراء الفسيخ لأسرنا ولأصدقائنا ولزملائنا، وبنشتري أكثر من 200 كيلو ونوزعهم علينا، وبصراحة فسيخ نبروه مميز وطعمه حلو وعمر ما حد فينا اشتكى منه بخلاف إنه في أحجام وأسعار تناسب كل المستويات وسعره أقل من أي مكان تاني لأن نبروه منبع الفسيخ وهى اللي بتوزع لكل المحافظات».