مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

تطهير بحيرة المنزلة.. 100 حفار بري ومائي تشارك فى عمليات التكريك

منذ 6 سنوات

تسعى الدولة جاهدة لتطوير بحيرة المنزلة وانتشالها من عصر الظلام والبلطجة وسيطرة قطّاع الطرق والآثار، إلى عصر النور والرزق الوفير، حيث يضم مشروع تطوير البحيرة جوانب عديدة، من بينها حل مشاكل التعديات على البحيرة، ومشاكل الصيد والصيادين، ووقف مصادر التلوث إلى وقف التعديات المختلفة على المسطح المائى، وإعاقة حركة المياه بسبب الحشائش وورد النيل والبوص.

وتعد بحيرة المنزلة من أفضل البحيرات المصرية، وتضم مناطق أثرية ومحميات طبيعية تستقبل الطيور المهاجرة، ولكن التعديات والتلوث شوهت المسطح الطبيعى وهجرته الطيور والأسماك.

وتنبهت الدولة مؤخرا لأهمية البحيرة، ومع إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى شارة البدء لتطهيرها، تحولت البحيرة إلى خلية نحل واستقبل الصيادون الكراكات والحفارات بالترحاب والمزمار وفرقة السمسمية ورفعوا صورا للرئيس ولافتات الشكر للجيش والشرطة. ورصدت «المصرى اليوم» عمليات التكريك وإزالة التعديات التى تتم على قدم وساق بمناطق متعددة ببحيرة المنزلة، حيث بدأت فى منطقة بورسعيد وامتدت حتى منطقة الدقهلية.

وأكدت مصادر بالهيئة الهندسية أن بحيرة المنزلة يعمل بها أكثر من 100 حفار برى ومائى، ومرجح زيادتها خلال الفترة المقبلة لتحقيق الإنجاز المطلوب فى المدة التى حددها الرئيس، وهى عامان فقط. وعلى مدار 15 شهرا تمكنت الكراكات والحفارات تحت إشراف قوات الجيش والشرطة من إزالة أكثر من 20 ألف فدان من التعديات داخل وخارج البحيرة عبارة عن مراحات ومبان ومزارع سمكية مخالفة داخل وخارج البحيرة كما تم تكريك وتطهير الأماكن التى تمت إزالة التعديات منها لتعميق البحيرة وتقليل الإطماء بها. ومن أهم المناطق التى تمكنت القوات المسلحة من إزالة التعديات بها مناطق «الجميل وكرملس وليسا الجمالية»، بينما هناك مناطق لم تتم إزالتها حتى الآن، وهى «العجايبى وتنيس والخزان والجحر والغزال والضلع والدنكة»..

«المصرى اليوم» ترصد أوضاع البحيرة الأكبر فى مصر وإمكانيات تطويرها فى التحقيق التالى:

القوات المسلحة والشرطة تزيل التعديات على ٢٠ ألف فدان

استيقظ الحاج شرف القط، 58 سنة، مبكرا ليخرج مع أول ضوء للنهار حاملا معداته متوجها للبحيرة ليبحث عن رزقه، فقد اعتاد أن يغطس يوميا بالبحيرة على مدار 45 عاما ليصطاد رزقه من الأسماك، ولكنه وعلى غير العادة وجد نفسه سعيدا ومتفائلا، فقد بدأت الدولة منذ 15 شهرا الاهتمام بالبحيرة المنسية، وقامت بإزالة مساحات كبيرة من التعديات والمراحات التى كانت تعوق الصيد، وفتحت تلك المساحات من البحيرة للصيد الحر بعدما كانت البحيرة تعانى على مدار سنوات من الإهمال والتعديات وضيق الرزق فى وجه الصيادين البسطاء.

ويقول «القط»: «بحيرة المنزلة كانت مساحتها 750 ألف فدان، ولكنها تقلصت على مدار سنوات بسبب التعديات وأعمال الردم إلى مساحة 120 ألف فدان فقط، وأصبحت المساحات المتبقية يسيطر عليها أصحاب النفوذ والبلطجية وعصابات الآثار والتهريب، وكان لا يوجد بها سوى ممرات صغيرة نصطاد فيها ومن يتجرأ ويصطاد فى أماكن نفوذهم يطلقون عليه الرصاص، مما أدى إلى وفاة وإصابة مئات الصيادين، بخلاف انتشار أعمال البلطجة وتجارة السلاح والتهريب بالبحيرة».المزيد

محافظ الدقهلية: لا صحة لشائعات تأجير البحيرة

نفى الدكتور كمال جاد شاروبيم، محافظ الدقهلية، ما ردده بعض أصحاب المصالح من أن الدولة تهتم ببحيرة المنزلة لتحويلها لمزرعة سمكية خاصة وتنوى تأجيرها لدولة الإمارات، وهى الشائعات التى تم ترويجها فى الفترة الأخيرة.

وقال شاروبيم لـ«المصرى اليوم»: «الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد أن الدولة جادة فى إزالة كافة التعديات بالبحيرة واستردادها وفتحها أمام الصيد الحر كمصدر طبيعى للأسماك، ولا صحة لما يتردد حول تحويلها لمزرعة خاصة أو إعطائها لأحد، فعمليات التطهير والتطوير للبحيرة ستتم لصالح المواطنين المقيمين حول البحيرة، وستعود بالنفع على مصر كلها لأن البحيرة كانت تنتج ثلث إنتاج مصر من الأسماك ونريد أن تعود كما كانت».المزيد

«تل ابن سلام» .. من التنقيب عن الآثار إلى مزار سياحى

أكد الصيادون ببحيرة المنزلة أن منطقة تل ابن سلام تحولت خلال السنوات الماضية إلى منطقة نفوذ لتجار الآثار، حيث تجرى أعمال تنقيب غير شرعية ليلا، كما تعقد بها صفقات بيع الآثار ولا يمكن للشرطة دخولها لأنها وسط البحيرة وقبل وصول أى حملة للمكان يهرب التجار مهربو الآثار بلنشات سرعاتها كبيرة تفوق سرعة شرطة المسطحات، ولكن مع عمليات التطهير التى تتم بالبحيرة وتواجد قوات من الشرطة والجيش باستمرار اختفت عمليات التنقيب والاتجار.

وأكدت مصادر بالهيئة الهندسية أن خطة تطوير البحيرة تشمل استغلال تل ابن سلام كمزار سياحى بعد الاهتمام بها وتطويرها لتكون ضمن مشروع قومى كبير لتطوير منطقة البحيرة، وسيتم عمل لنشات تقل الزوار من شاطئ البحيرة خصيصا لزيارة التل والعودة.

ويقول طه الشريدى، رئيس نقابة الصيادين المستقلة بالمطرية: «زمان كان أهالى المطرية يتوجهون للمراكب لتل ابن سلام لقضاء الإجازات فى الهواء الطلق والاستمتاع بالتل الأثرى، لكن منذ سنوات سيطر عليه البلطجية وقطاع الطرق وهجره الصيادون وأسرهم، لكن بعد عودة الدولة للبحيرة وسعيها لتطوير التل أصبح لدينا أمل جديد فى عودة كل شىء لسابق عهده للاستفادة القصوى من البحيرة والمنطقة المحيطة بها ليعود بالنفع على الصيادين وكل المقيمين حول البحيرة، حيث ستوفر لهم فرص عمل جديدة».

أكد الصيادون ببحيرة المنزلة أن منطقة تل ابن سلام تحولت خلال السنوات الماضية إلى منطقة نفوذ لتجار الآثار، حيث تجرى أعمال تنقيب غير شرعية ليلا، كما تعقد بها صفقات بيع الآثار ولا يمكن للشرطة دخولها لأنها وسط البحيرة وقبل وصول أى حملة للمكان يهرب التجار مهربو الآثار بلنشات سرعاتها كبيرة تفوق سرعة شرطة المسطحات، ولكن مع عمليات التطهير التى تتم بالبحيرة وتواجد قوات من الشرطة والجيش باستمرار اختفت عمليات التنقيب والاتجار.

وأكدت مصادر بالهيئة الهندسية أن خطة تطوير البحيرة تشمل استغلال تل ابن سلام كمزار سياحى بعد الاهتمام بها وتطويرها لتكون ضمن مشروع قومى كبير لتطوير منطقة البحيرة، وسيتم عمل لنشات تقل الزوار من شاطئ البحيرة خصيصا لزيارة التل والعودة.

ويقول طه الشريدى، رئيس نقابة الصيادين المستقلة بالمطرية: «زمان كان أهالى المطرية يتوجهون للمراكب لتل ابن سلام لقضاء الإجازات فى الهواء الطلق والاستمتاع بالتل الأثرى، لكن منذ سنوات سيطر عليه البلطجية وقطاع الطرق وهجره الصيادون وأسرهم، لكن بعد عودة الدولة للبحيرة وسعيها لتطوير التل أصبح لدينا أمل جديد فى عودة كل شىء لسابق عهده للاستفادة القصوى من البحيرة والمنطقة المحيطة بها ليعود بالنفع على الصيادين وكل المقيمين حول البحيرة، حيث ستوفر لهم فرص عمل جديدة».

وأضاف: «المحافظ السابق الدكتور أحمد الشعراوى كان قد صرح بأنه سيتم عمل ميناء لمراكب الصيد واللانشات على شاطئ البحيرة وكذلك عمل بورصة أسماك، ومع تطوير تل ابن سلام ومنطقة تنيس سوف تكون هناك فرص معيشية جديدة لكل المواطنين وستتحول البحيرة لمنطقة جذب».

وتقع منطقة تل ابن سلام، أو كما يعرف تاريخيا بمدينة تونة الأثرية، فى قلب بحيرة المنزلة جنوب مدينة تنيس، ومساحة التل حوالى 65 فدانا، وارتفاعه حوالى 5 أمتار فوق مستوى البحيرة ويعد من الأراضى الأثرية البكر التى لم تجر بها أى أعمال حفر أو تنقيب رسمية حتى الآن ولكن يلجأ بعض تجار الآثار إلى إجراء عمليات التنقيب والاستيلاء على الآثار وبيعها بعد ذلك.

وكانت تونة من أهم وأكبر المدن التابعة لمدينة تنيس الشهيرة، عاصمة الإقليم الرابع عند الفتح العربى لمصر، حيث تشتهر بصناعة النسيج.

ويذكر المقريزى فى مخطوطه أن تونة كان يصنع بها طراز تنيس ويعمل بها كسوة الكعبة أيام الدولة العباسية، كما تم العثور على قطع من النسيج مكتوب عليها «بسم الله بركة من الله» للخليفة الرشيد عبد الله هارون، أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل فى طراز تونة.

أما جزيرة تونة فقد أصبح يطلق عليها اسم الشيخ عبد الله، وهو اسم شيخ أو ولى أقيم له ضريح فى هذه الجزيرة ومدينتا تنيس وتونة تقعان اليوم وسط المياه فى قلب بحيرة المنزلة وسطحها قد أصيب بنوع من التبلور بحيث تئن الأرض وتتفتت تحت الأقدام.

ورغم المكانة التاريخية للمنطقة وما تحويه من آثار اكتفت الهيئة العامة للآثار بحراستها بعدد من الخفراء مشغولون بمصالحهم الخاصة بتربية المواشى وتركوا التل للعابثين والباحثين عن الثروة من خلال عمليات التنقب والاتجار فى الآثار ولا يوجد على التل ما يدل على أنه يتبع هيئة الآثار إلا حجرة مهجورة ومغلقة ومكتوب عليها بخط باهت «استراحة هيئة الآثار المصرية».