باحثة مصرية تضع خريطة لانتشار الأعشاب البحرية على ساحل البحر المتوسط
وضعت باحثة مصرية من معهد علوم البحار ومصايد الأسماك خريطة للأعشاب البحرية في ساحل البحر الأبيض المتوسط، تتضمن 187 نوعا نجحت في توثيقها في 4 قطاعات من الساحل، لتصبح الخريطة أول قائمة محدثة لأنواع الأعشاب البحرية الموجودة به.
دراسة بجامعة نيويورك أبوظبي: الشعاب المرجانية تتكيف مع تغيرات المناخ
ويمتد ساحل البحر المتوسط في مصر إلى حوالي 970 كم من رفح (شبه جزيرة سيناء) إلى السلوم (شرق الحدود مع ليبيا)، مع 5 بحيرات طبيعية تمتد من شمال سيناء إلى الإسكندرية، ودخلت على هذه المساحة الكبيرة كثير من أصناف الأعشاب، كما اختفت أصناف أخرى، لذلك سعت الدكتورة سهى شبكة، الباحثة بشعبة البيئة البحرية بمعهد علوم البحار بالإسكندرية، إلى إعداد قائمة حديثة ومنقحة.
وقسمت "شبكة" في دراستها المنشورة هذا الأسبوع في المجلة المصرية للبحوث المائية ساحل البحر المتوسط في مصر إلى 4 قطاعات، وهي الساحل الشرقي (شمال سيناء من العريش إلى بورسعيد)، البحيرات الشمالية (البردويل على الساحل الشرقي، المنزلة، البرلس، إدكو على منطقة الدلتا ومريوط على الساحل الأوسط)، الساحل الأوسط (الإسكندرية)، والساحل الغربي (من العجمي إلى السلوم)، وقامت بتصنيف الأنواع المنتشرة في كل قطاع.
وتقول لـ"العين الإخبارية": "وثقت في القائمة 187 نوعاً من الأعشاب البحرية منتشرة من العريش إلى السلوم (107 طحالب حمراء و45 خضراء و35 طحالب بنية)، بما يشكل 16٪ من أعشاب البحر الأبيض المتوسط ".
والأعشاب التي أدرجتها "شبكة" في قائمتها هي التي يوجد دليل علمي على وجودها، وهو ما دعاها إلى استبعاد 3 أصناف تصنف خطأ على أنها من بيئة المتوسط، دون وجود دليل علمي على ذلك، و11 صنفا قالت إنها تنتظر وجود دليل علمي على وجودها لضمها للقائمة.
وتقول الباحثة لـ"العين الإخبارية" إن هناك على سبيل المثال نوعا يسمى (بوزيدونيا أوشيانيك) Posidonia oceanica مصنفا خطأ على أنه من بيئة المتوسط، ونوع آخر يسمى جراتولوبيا Grateloupia ظهر في بيئة المتوسط ثم اختفى".
ويثني د. محمد عاشور، الباحث الرئيسي في مشروع لإنتاج الأعشاب البحرية وتطبيقاتها، الذي أطلقته أكاديمية البحث العلمي المصرية العام الماضي على الجهد الذي بذلته الباحثة في دراستها.
وقال عاشور لـ"العين الإخبارية" إن "هذه من نوعية الدراسات المرجعية التي تفيدنا في معرفة أكثر الأنواع انتشارا، وما هي الأنواع التي نحتاج إلى الإكثار منها، وذلك لأهميتها في كثير من التطبيقات".
وتحتوي الأعشاب البحرية على نشويات وسكريات وبروتينات وأحماض أمينية أساسية وأحماض دهنية غير مشبعة وعناصر معدنية وفيتامينات وإنزيمات، بما يؤهلها لأن تكون مصدرا لكثير من الصناعات المختلفة من مخصبات حيوية للنبات ومكملات غذائية ودواء للإنسان وأعلاف للحيوانات، كما يؤكد الدكتور عاشور