مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

«سيدات الأسماك» بكفر الشيخ بعد التطوير: رزق وأمان

منذ 4 سنوات

قبل 3 سنوات، كانت حياتهن أشد صعوبة، بين البحر والسوق يتمحوّر يومهن، مجهود ذاتى يبذلونه يومياً بمفردهن حاملين على كتفهن «غلّة» اليوم من الأسماك، والكتف الآخر «هم» رزق اليوم الذى يليه، وما تحمله جيوبهن من أموال يكفى بصعوبة أكل اليوم فقط، هكذا كانت حياة معظم نساء كفر الشيخ، اللائى يعملن فى مهنة السمك، سواء تجارة أو الصيد، حتى تعاونت 3 منظمات تنموية لتأسيس مشروع يكفل حياة أفضل لهن.

«السمك» يعد ضمن المهن الأساسية فى كفر الشيخ، تعمل به السيدات، منذ سنوات عديدة مضت، حتى أصبح مصدر رزقهن الوحيد، ولكن لم تخلُ تلك المهنة من الصعوبات المتكررة، بدءًا من التراخيص، وصعوبة مواجهة السوق بمفردهن، بجانب عدم التأمين الصحى، خاصة للسيدات اللاتى ينزلن البحر بأنفسهن للصيد، وهذا ما عملت عليه المنظمات، بأن توفر لهن مشروعات صغيرة، وتقدم لهن ورشاً تنموية وتوعية، وعلى حسب قول المنظمات، تغيرت حياة تلك السيدات بعد هذه المشاريع.

عام 2016 كانت بداية عمل تلك المنظمات فى قرى كفر الشيخ، خاصةً مركز «الرياض»، ومرّ بأكثر من مرحلة، أولهن «برنامج الادخار والإقراض»، ثم الورش، وتقول دعاء الجبالى، عضو بإحدى المنظمات المدنية المشاركة بالمشروع: «علمناهم إزاى يعتمدوا على نفسهم، ويعملوا مشاريع خاصة بيهم، ويواجهوا السوق».

وتضيف: «اشتغلنا على إننا نعملهم مشاريع ويكون لهم مكانهم الخاص، سواء ثابت أو متنقل، ويستفيدوا من قروض برنامج الادخار، وعلمناهم الطبخ على يد شيفات كبار، إزاى يطبخوا كل أنواع السمك ويسوقوا لنفسهم ويصدروا خارج كفر الشيخ»، وبالفعل وقف الموضوع على قدماه واشتركت أكثر من 600 امرأة فى ذلك المشروع على مدار الـ3 أعوام.

«التجميسة»، أى نزول السيدات بملابسهن فى البحر لساعات طويلة وصيد السمك بأيديهن، مهنة منتشرة فى قرى تحت خط الفقر، استهدفتهن أيضاً المنظمات، ووفرت لهن بدلا أشبه ببدل الغوص، وتقول دعاء: «الموضوع ده كان بيسبب لهم أمراض، ووفرنا لهم برنامج توعوى بجانب بدل مجهزة للصيد وبنبيعها ليهم بنصف التمن عشان ميحسوش إنها عطف».

«محال متنقلة»، هى آخر ما وفرته المنظمات للسيدات، وتقول دعاء: «عملنا عربيات متنقلة السيدات هما اللى صمموها بنفسهم، بيبيعوا فيها السمك نى ومطبوخ وبيلفوا القرية كلها، وبالتالى دخلهم زاد الضعف، وبنحلم كل السيدات تشارك معانا ويبقوا أقوياء مش محتاجين لحد».