مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

مصرية تفوز بجائزة عالمية في صحة الأغذية: كشفت عن بكتيريا خطيرة تضر الإنسان والثروة السمكية

منذ 5 سنوات


فور نهاية العام الدراسي الأخير في المرحلة الجامعية، يتعامل أغلب الطلاب مع الوضع على أنه مسكًا لختام مشوار تعليمي دام لما يقرب من 15 عامًا، تاركين الورقة والقلم إلى الأبد في رغبة منهم للبحث عن وظيفة دائمة، إلا أن الدكتور آية الخضرجي حوّلت تلك النقطة إلى بداية حقيقية لمسيرة توقفت عند المحافل الدولية.


في 2008، تخرجت «آية» في كلية العلوم قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة المنصورة، ولم تتوقف مسيرتها داخل الأروقة التعليمية، بل أكملت مشوارها وحصلت على درجة الماجستير في الكيمياء الحيوية سنة ٢٠١٣، وأخيرًا الدكتوراه في العام الجاري.


وبجوار ما حققته «آية»، فهي باحثة بقسم بحوث صحة الأغذية في معهد بحوث الصحة الحيوانية، واستمر تطورها حتى وصلت إلى العالمية، بنيل جائزة «أبحاث السلام 2019»، كأفضل باحث في صحة الأغذية لهذا العام، وهي التي أهدتها إليها منظمة «RULA Awards» بالتعاون مع مركز البحوث العالمي، كما أنها معتمدة من المجلس الطبي، ومؤسسة إدماس التعليمية



وتأتي مراجعة الأبحاث المرشحة لنيل الجائزة، من قبل المنظمات سالفة الذكر، عن طريق العديد من اللجان، من حيث «خطورة موضوع البحث، وعلاقته بالاتجاه العالمي في الأبحاث، وتحقيقه لمزيد من التعزيزات، والنظر في العوامل الاقتصادية، والقضايا البيئية، وتضمنه لحل مبتكر، مع النظر في مستوى التأثير والأصالة، إلى جانب شموله على توازن الجانبين النظري والعلمي، وما إذا كانت طرق استخدام التكنولوجيا فعالة وذكية».


بعد أن أفصحت عن مسيرتها، بدأت «آية» في الكشف عن بحثها المتميز لـ«المصري لايت»، قائلةً إنه مستخلص كجزء من رسالة الدكتوراه الخاص بها، المتعلق بتطوير «طريقة تشخيصية جزيئية بمساعدة البيوتكنولوجى، للكشف السريع والتعرف على بكتيريا (الفبريو باراهيمولتكس) في المأكولات البحرية، وهذا النوع مكتشف لأول مرة في أوائل خمسينيات القرن الماضي باليابان».


وتردف «آية»: «تكمن خطورة البكتيريا في أنها تصيب الإنسان عند تناوله أسماك بحرية ملوثة، وتسبب نزلات معوية شديدة، وفي حال انتمائها لنوع مفرز للسموم تؤدي إلى تكسير خلايا الدم، وأحيانًا تنهي حياة الأطفال وكبار السن».



كما أن للبكتيريا خطورة على الأسماك ذاتها وفق إيضاح «آية»، فبالإمكان أن تتسبب في خسائر للثروة السمكية، وهو ما أثبتته إحصائية أعدتها بنفسها، كشفت أن «(الفبريو باراهيمولتكس) متواجدة في بعض الأسواق المحلية، فيما أثبتت عزل البكتيريا عن طريق الجينات الخاصة بها للكشف عنها بشكل دقيق».


وللتغلب على هذه البكتيريا حددت «آية»، في بحثها، عددًا من الطرق، منها «غسل اليدين بالماء والصابون، وفصل الأسماك النيئة عن الخضراوات والأغذية سواء أثناء عملية الشراء أو التخزين، بجانب إبقاء ألواح تقطيع الطعام نظيفة قبل وبعد الاستخدام، لمنع انتقال البكتيريا في حالة وجودها، وغسل جميع الأدوات المستخدمة في عملية طهي الأسماك البحرية النيئة بعناية خاصة».


وتكمل «آية» سرد طرق الوقاية: «لابد من تفادى التعامل المباشر مع المأكولات البحرية أو مياه البحر أثناء وجود جروح في الأماكن المعرضة لهم، حتى لا تنتقل البكتيريا إلى الدم مباشرةً، أو تغطيتها إذا وجبت الضرورة، بجانب طهى الأطعمة البحرية جيدًا، وخاصةً ذات المصراعين أو الصدفيات، وعدم أكل أي نوع من الصدفيات لم تفتح مصراعيها أثناء الطهي لمدة من ٣-٥ دقائق، وأخيرًا غسل أي جرح تعرض لماء البحر».


وبإتمام «آية» لهذا البحث، نشرته في مجلة «إنترناشيونال»، وبموجبها مررته لجهة للتقييم تُدعى international Journal For Research Under Literal Access، ومنها بدأت اللجان في تقييمها وفقًا للمعايير السابقة.


ومع انتهاء الخطوات السابقة وقع اختيار اللجان على بحث «آية»، ليكون الفائز في العام الجاري، وهو ما استقبلته بسعادة غامرة فور علمها بالخبر، وهنأها مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية الدكتور ممتاز شاهين، فيما تنتظر الشهر المقبل بفارغ الصبر، حتى تتسلم جائزتها في منتصفه بالهند.