مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

هنا «البردويل».. الإطماء يهدد أكبر بحيرات إنتاج الأسماك

منذ 4 سنوات

بحيرة البردويل، واحدة من أكبر البحيرات مساحة وأشهرها بنوعية إنتاج الأسماك في شمال سيناء، وهى تقع على الساحل الشمالى للمحافظة، ويفصلها عن البحر المتوسط شريط ساحلى لا يزيد عن كيلو متر واحد، وتبعد عن غرب مدينة العريش بنحو 81 كيلو مترًا، ويبلغ طولها 95 كيلو مترًا، وعرضها يتراوح ما بين واحد إلى 32 كيلو مترًا.


وتتكون «البردويل» من 3 مناطق، هي المنطقة الوسطى وتقدر مساحتها بنحو 106 آلاف فدان، والذراع الغربية بمساحة 48.1 ألف فدان، وبحيرة الزرانيق بـ10.2 آلاف فدان، ويمثل إنتاجها 2.77% من إنتاج مصايد البحيرات أو ما يمثل نحو 0.33 % من إجمالى المصايد المصرية.


وأشار الدكتور سليمان عياش، مدرس الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية بكلية العلوم الزراعية البيئية في جامعة العريش، إلى أهمية بحيرة البردويل لما تضمه من ثروات تميّزها على مستوى العالم اقتصاديًا وبيئيًا، لافتًا إلى أنها تعتبر من أهم مصايد الثروة السمكية وإنتاج الأسماك عالية الجودة في مصر والعالم، إذ تنتج العديد من الأسماك عالية الجودة ولها سمعة عالمية، منها (الدينيس والقاروص واللوت والسهلية والطوبارة والعائلة البورية وسمك موسى والجمبرى والكابوريا).


وأضاف «عياش» أن «البردويل» تتصل بالبحر عن طريق فتحات تسمى «بواغيز»، منها بوغازان طبيعيان، هما (الزرانتيق وأبوصلاح)، وبوغازان آخران صناعيان برقمى 1 و2، وهما يغذيان البحيرة بالمياه والأسماك، غير أنها تعتبر أحد مصادر البروتين الحيوى لسكان المحافظة وباقى المحافظات، لعدم تأثرها بالتلوث الزراعى أو الصناعى أو الصحى، مردفًا: «يعمل بها نحو 5 آلاف صياد، وتعتبر هي مصدر دخلهم الوحيد، كما تمثل مصدر رزق طائفة أخرى من المتعاملين مع الصيادين من تجار ومناديب الصيد ووسطاء وورش إصلاح المواتير وتجار الغزول والشباك ومصانع الثلج وورش إنشاء وإصلاح المراكب، بإجمالى من 30 لـ 50 ألف فرد من الصيادين والعاملين وأسرهم».


وأشار «عياش» إلى أن هناك 6 جمعيات للصيادين، كما تتنوع حرف الصيد السائدة في البحيرة، بين «حرفة الدبة» لصيد الأسماك القاعية، و«حرفة البوص» لصيد أسماك العائلة البورية، ويتم صيد الأسماك من خلال 4 مواقع، هي (التلول، أغزيوان، النصر، ونجيلة)، منوهًا بظهور مشكلة حديثة تواجه الصيادين وتهدد الثروة السمكية، تتعلق بإطماء أجزاء من البحيرة، ما يؤدى إلى تقلص مساحتها وقلة إنتاجها، إذ تم رصد ودراسة هذه الظاهرة علميًا لحلها والوقوف على مطالب الصيادين التي تمثلت في تعديل كروكى البواغيز لإمكان دخول المياه والأسماك من البحر إلى البحيرة، وإنشاء صندوق لدعم الصيادين وصرف إعانات لهم خلال فترات توقف الصيد، وتطبيق التأمين الصحى عليهم وأسرهم، وتخفيض سن المعاش لـ 55 أو 60 عامًا، وإنشاء مدينة حرفية لتأهيلهم على العمل الحر وتوفير فرص عمل لهم خلال فترات منع الصيد، ودعم جمعيات الصيادين لتفعيل دورها الخدمى، معلنًا أن نشاط الصيد بها متوقف حاليًا بسبب جائحة «كورونا».


وأوضح اللواء أمجد الراعية، مدير عام البحيرة، أن عمليات التطوير مستمرة من خلال الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إذ تم إنشاء مصانع للثلج وللفوم بجانب عدد من الأنشطة المساعدة، وكذا استمرار استخراج العوائق بالبحيرة، وهى عبارة عن عدد من المخلفات التي يتم إلقاؤها لتجمع الأسماك حولها حتى يسهل صيدها، بجانب متابعة عمليات الصيد المخالف خلال فترة المنع، والتى تصل لـ4 أشهر سنويًا لتكاثر الزريعة، ومصادرة المراكب والأدوات المستخدمة في الصيد المخالف خلال فترة المنع.


ولفت «الراعية» إلى مشاركة 4 كراكات من شركة القناة لأعمال الموانئ والمشروعات الكبرى، التابعة لهيئة قناة السويس في أعمال تطهير البواغيز في البحيرة، لدخول وخروج أكبر عدد ممكن من الأسماك، وعمل قنوات شعاعية لزيادة المساحة المستغلة للصيد منها، وتجديد وتحسين خواصها بتبادل مياهها مع البحر وخروج الأمهات منها إلى البحر للتكاثر وعودة الأمهات ومعها الذريعة، حيث الغذاء الطبيعى والمياه الهادئة، متابعًا: «هناك 1228 مركب صيد تعمل في البردويل موزعة على 3 مراسى».