مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

باحث مصرى يبتكر جهازاً لقياس الأمونيا فى المزارع السمكية

منذ 5 سنوات

مع بدء موسم الاستزراع السمكى فى  الشهر الماضي، يبدأ المستثمرون فى إعداد الأحواض وتطهيرها، ثم تبدأ خطوات

تحضيرها لاستقبال زريعة الأسماك، أملاً فى تحقيق إنتاج وربح وفير، بينما تثار الشكوك فى نفوسهم خوفاً على استثماراتهم من مخاطر نفوق الأسماك التى تنتج من ارتفاع تركيز الأمونيا فى مياه المزرعة، نتيجة إضافة الأعلاف خصوصاً مع الكميات الكبيرة الغنية بالبروتين، أيضاً من المحتمل زيادة تركيز الأمونيا نتيجة استخدام مصادر مياه ملوثة أصلاً بالمركبات النيتروجينة والأسمدة والمبيدات خصوصاً فى ظل القانون رقم 128 لسنة 1983، الذى يُلزم بعدم استخدام مياه النيل فى الاستزراع السمكىوالاكتفاء بمياه الصرف الزراعى.

فإذا صادف وارتفع تركيز الأمونيا فى المياه، يبدأ معها نفوق الأسماك، خاصة وأنها سامة جداً عند تركيزات منخفضة منها، فمن الممكن أن يبلغ التركيز السام لأقل من نصف جزء فى المليون خاصة مع درجات الحرارة العالية ودرجة القلوية العالية للمياه، الأمر الذى يدفع المستثمرين إلى تقليل كثافات الاستزراع فى وحدة المساحة متبعين أنظمة الإنتاج البدائية.

لذا ابتكر المختصون بقسم الهندسة الزراعية والنظم الحيوية - كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية  جهاز صغير، يقوم بتحليل عينة من المياه، ليحدد تركيز الأمونيا الكلية بها لحظياً، ثم يحدد بعد ذلك هل التركيز المقاس سام أم غير سام، معتمداً على قاعدة بيانات موجودة بداخله، وبذلك يكون المستثمر على دراية كاملة بحالة المزرعة وحالة المياه الداخلة إليها.

وبالفعل تم الانتهاء من تصميم وتصنيع واختبار الجهاز وأصبح فى صورة منتج جاهز للاستخدام وبسعر لن يتعدى 800 جنيه مصري بأسعار اليوم، كما أنه جهاز يمكن حمله داخل المزرعة ويعمل ببطاريات الريموت كونترول العادية مقاس AA.

فى الواقع إن استعمال هذا الجهاز فى المزارع، يمكن أن يوصف بأنه بعد قومى، يجب الانتباه إليه لأنه بسهولة يمكن أن يرفع الإنتاجية المتدنية للفدان بسهولة عن طريق تقليل النفوق والإدارة الجيدة للمزرعة، وإذا علمنا أن متوسط إنتاجية الفدان فى مزارع شمال الدلتا البالغ عددها نحو 300 ألف فدان هى من 2 إلى 3 أطنان للفدان الواحد سنوياً والمخجل فى الأمر أن أنظمة الإنتاج العالمية الفائقة المكثفة يمكن أن تصل إلى أكثر من 50 طناً للفدان الواحد سنوياً.